لماذا نحتاج الهوية البصرية للشركات الناشئة هي الجزء الأهم في العلامة التجارية، وهي تهدف إلى تسليط الضوء على القيم الجوهرية للعلامة التجارية، لذلك سنتحدث في هذا المقال عن الهوية البصرية ومدى أهميتها لشركتك الناشئة:
هل يشتري الناس كوكا كولا بسبب طعمها اللذيذ؟ ربما ستكتشف مشروبا محليا أفضل مذاقا من كوكا كولا ولكن الثابت بحسب الخبراء أن الناس يشترون كوكا كولا بسبب هويتها البصرية التي أقنعت المستهلكين ولمدة تفوق 130 عاما بأن كوكا كولا شيء مختلف تماما، الواقع كوكا كولا هو مشروب مُحلّى كأي مشروب آخر، ولكن الناس يشربونه لأنه “كوكا كولا” وليس لأنها مشروب لذيذ.
ماذل تعني الهوية البصرية؟
الهوية البصرية هي الوجود المرئي للشركة، وهو ما تُعرف به إذا شوهدت من قبل الآخرين (تذكر المثال الذي ذكرناه بأعلى). والهوية البصرية لا تتضمن الشعار أو الاسم فقط، وإنما يتسع مدلولها ليشمل حتى الألوان، الخطوط، وحتى العبارات والكلمات والشعارات اللفظية.
يخلط الكثيرون أحيانا بين العلامة التجارية والهوية البصرية ولكن برغم العلاقة الوطيدة بينهما إلا أنهما يشكلان مفهومين مختلفين.
ما الفارق بين الهوية البصرية والعلامة التجارية؟
يحدث دائمًا هذا الخلط في المفاهيم. فيظن بعض الناس أن الهوية البصرية هي العلامة التجارية، أو أن العلامة التجارية هي الهوية البصرية.
قد سبق وأوضحنا ماهية الهوية البصرية، وفي الواقع لن يتسع المقام هنا للحديث عن العلامة التجارية بالكثير من التفصيل. ولكن نُجمل الحديث بأن العلامة التجارية هي القيمة التي تقف وراء ما تعبر عنه بالهوية البصرية.
أي إن العلامة التجارية تشير إلى قيمة يحصل عليها المستخدم عندما يتعامل معك، بينما الهوية البصرية هي دليل المستخدم الذي يعرف من خلاله هذه القيمة. فحينما يرغب المستخدم في الحصول على مشروب غازي منعش (قيمة)، سيختار كوكاكولا على سبيل المثال (العلامة التجارية)، ومن ثم يتوجه إلى شراء عبوات المشروب الغازي الحمراء الباردة زاهية الألوان التي تحمل اسم وشعار كوكاكولا (الهوية البصرية).
وتعمل الهوية البصرية وملحقاتها (مثل الشعار Logo، الكلمات Quotes، الألوان، وغيرها) تحت مظلة العلامة التجارية، وتُعرف العلامة التجارية بها. ولكن العلامة التجارية تشير في الأساس إلى القيمة التي يحصل عليها المستخدم ككل، بالشكل الذي يؤدي إلى ارتباطه بهذه العلامة التجارية.
فالهوية البصرية هي العناصر المرئية للعلامة التجارية مثل اللون، الشكل.. وغيرهما، والتي تعبر عن المعاني الرمزية التي لا يمكن نقلها بالكلمات وحدها، أما العلامة التجارية هي كيفية إدراك الجمهور لشركتك ككل، هي كل ما يتعلق بتجربة العملاء ونظرتهم لعملك من خلال التعامل مع المواد التسويقية، المنتجات والخدمات وحتى أعضاء فريقك..
تعد هويتك البصرية عاملا مهما لمساعدة العملاء على تذكر علامتك التجارية والتعرف عليها، فمن الضروري أن يميز وجودك البصري علامتك التجارية بشكل فعال، نحتاج الهوية البصرية للشركات الناشئة عندما تكون بصدد إطلاق شركة جديدة أو تحديث هوية بصرية قديمة.
أهمية الهوية البصرية لأعمالك وشركتك الناشئة:
ربما كانت القصة (الكوكا كولا) التي ذكرناها في البداية أفضل دليل على أهمية الهوية البصرية لأعمالك. فقد اختصرت القصة جميع ما سنذكره في السطور التالية:
1. واجهة العلامة التجارية للشركتك الناشئة
كيف سيتعرف عليك الجمهور المستهدف بدون هوية بصرية؟ كيف سيميزك المستخدم بين المنافسين؟
تبدأ بعض أنواع الأعمال نشاطها التجاري بدون التركيز على الهوية البصرية، بينما الشركات التي ركزت على بناء الهوية البصرية من اليوم الأول، ثبتت أقدامها في ذهن المستخدم بالتدريج وعلى مدار سنوات طوال. أخبرني بما يدور في ذهنك الآن حينما أذكر لك اسمًا كميكروسوفت Microsoft؟ آبل Apple؟ سامسونج Samsung؟ أو حتى لنعكس الأدوار، فأسألك عن: شوكولاتة، كمبيوتر، ملابس رياضية؟ وستجد أن هناك اسم محدد يبرز في ذهنك فور ذكر هذا المنتج. هذا لأن هذه العلامة التجارية نجحت في حجز مكانها في وجدانك.
لم يحدث هذا بين ليلة وضحاها، وإنما جهد سنوات طوال من العناية بالعلامة التجارية، وربطها بالهوية البصرية.
للتعرف على ريادة الأعمال والشركات الناشئة من أجل أعمالك نقدم لك مقال عن ريادة الأعمال
2. هوية الشركة تعبر عن رؤية ورسالة الشركة
لا يقتصر الأمر على الانتشار والظهور في الأسواق، ولكن في توصيل قيم وتوجهات الشركة الداخلية في التعامل مع تلك الأسواق. وهذا يلقي الضوء على ضرورة العناية بالهوية البصرية من خلال تنمية العلامة التجارية للشركة.
ونعني بالعناية مشاركة رؤية ورسالة الشركة في تحسين المجتمع مع الجمهور. كل شركة لها قيمة وراء ما تقدمه. الشركات التي تركز على ربح المال فقط – بغض النظر عن قيمها – في الغالب لا تستمر. أما الشركة التي تركز على القيمة، فتحصل على الشهرة والسمعة الجيدة وكذلك المال.
للهوية البصرية نصيب الأسد في هذه الرحلة، لأن كل ما يشير إلى الشركة يرتبط – لا شعوريًا – بالهوية البصرية في عقل المستخدم.
3. الهوية البصرية لشركتك الناشئة تعزز الانتماء لدى الموظفين
على قدر عناية الشركة بالهوية البصرية، تحصل على الانتماء الداخلي (الفخر) لدى الموظفين. الإنسان بطبعه يميل إلى الانتماء لكيان قوي. كيان من ذلك الذي يصنع فارقًا في المجتمعات والشعوب.
أيضًا يجب على إدارة الشركة شرح ماهية الهوية البصرية، ولماذا وكيف تم تصميمها على هذه الشاكلة، وما هي الاستراتيجية التي تكمن وراء تلك الهوية، وما هو قدر الملائمة بين الهوية البصرية والعلامة التجارية، وغيرها من الأمور التي تزرع الثقة في قلوب الموظفين، وتجعلهم أكثر ثقة في قيادتهم، وأكثر انتماءً لشركتهم.
4. التواصل البصري أقوى في التأثير
عودة إلى التجربة المذكورة في البداية، وكيف تعرف المستخدمون على مفضلاتهم من العلامات التجارية، بدون الحاجة إلى قراءة المكتوب على الغلاف، فإن الدلالة البصرية للعلامة التجارية أقوى في التأثير على الإطلاق.
لذلك تأتي مسألة العناية بالهوية البصرية فنحن نحتاج الهوية البصرية للشركات الناشئة للبقاء لفترة طويلة في الأسواق. فتسعى – من اليوم الأول – لصناعة هوية بصرية قوية، لا تُنسى بسهولة، تعكس القيم المقدمة من العلامة التجارية، وفي نفس الوقت تكون جذابة لعين المستخدم.
5. الهوية البصرية للشركات الناشئة تحفظ حقوقك القانونية
في ظل عالم تجاري مليء بالمنافسات المختلطة (شريفة وغير شريفة)، نحتاج الهوية البصرية للشركات الناشئة كمعيار للتمييز بين الجيد والرديء في الأسواق. وحتى تنأى الشركة بنفسها عن أي ممارسات غير قانونية من أطراف وكيانات تستغل اسمها التجاري، وشكل علامتها التجارية، تلجأ إلى صناعة هوية بصرية مميزة، وتسجلها بشكل قانوني لدى الجهات المختصة في الدولة، وتقاضي كل من يستغل اسمها، أو علامتها التجارية، أو هويتها البصرية، بدون إذن مسبق رسمي منها.
اقرأ أيضا هوية الشركة (الهوية البصرية)