الإسلام بين الشرق والغرب

غادة عواد
غادة عواد يوليو 4, 2020
Updated 2022/05/15 at 9:28 صباحًا

مراجعة كتاب الإسلام بين الشرق والغرب

يعكس كتاب «الإسلام بين الشرق والغرب» جوانب متعددة من رحلة علي عزت.

وصراعه مع الفاشية والشيوعية وتأثره بها لحد ما.

لقد نشر في طبعته الأولى سنة 1980 باللغة البوسنية أما الطبعة العربية الأولى فنشرت في 1994في القاهرة.

ولقد نشرت دار الشروق الكتاب في طبعته السادسة سنة 2015 في القاهرة.

ولقد شملت هذه الطبعة مقدمتين إحداها كتبها د. عبد الوهاب المسيري والأخرى بقلم المترجم محمد يوسف عدس.

إن قضية كتاب «الإسلام بين الشرق والغرب» والرسالة منه هي:

نقد للتطرف الشيوعي من جهة والتطرف المسيحي من جهة أخرى واقتراح الإسلام كحل وسط أو حل معتدل لكلا الطرفين.

“ما بين اليسار واليمين نجد الإسلام وسطا لا مائلا إلى هذا ولا إلى ذاك،” هذه الجملة ببساطة تترجم كتاب علي عزت بيجوفيتش.

غير أنه لا يقصد باليمين اليمين الإسلامي المتطرف وإنما يقصد المسيحية والتي كما أشار إليها في العديد من المواضع من كتابه بالدين (الخالص) واليسار متمثلا في الشيوعية.

 

المؤلف علي عزت بيغوفيش

ولمعرفة المزيد عن سيرة المؤلف اقرأ المفكر علي عزت بيغوفيتش

بين يدي الكتاب

قسم علي بيجوفيتش الكتاب على إلى ثلاث أقسام: «نظرات حول الدين» و «الوحدة ثنائية القطب» ونظرة أخيرة: التسليم لله.

يتأرجح أسلوب الكتاب بين الأسلوبين الفلسفي والصحافي في لغة سلسة سهلة وممتعة في القراءة.

ومليئة بالمراجع والدلائل والحجج المثيرة للاهتمام والتي يبدو أن الكاتب قد انفق عليها الكثير من وقته وفكره.

رحلة القارئ مع كتاب علي عزت بيجوفيتش «الإسلام بين الشرق والغرب» هي رحلة المسلم المقيم في الغرب أو بالأصح المقيم في دولة شيوعية.

وهذا يعكس تجربته الخاصة طبعاً ونضاله ليكون مسلماً وسط النظام الشيوعي الذي يرى الدين على أنه أفيون للشعوب.

 

المادية والإسلام

الكاتب لا يبرر الحاجة للإسلام فقط وإنما يبرر الحاجة للأديان بصورة عامة مهما كان قالبها كإسلام أو مسيحية أو يهودية أو بوذية أو غيرها.

وكما ذكر مترجم الكتاب محمد يوسف عدس في مقدمته: “إن عداء الغرب الحالي للإسلام ليس مجرد امتداد للعداء التقليدي والصدام الحضاري الذي وصل إلى صراع عسكري بين الإسلام والغرب.

منذ الحملات الصليبية حتى حروب الاستقلال، وإنما يرجع هذا العداء بصفة خاصة إلى تجربة الغرب التاريخية مع الدين.” (ص. 37)

طبعا لا تغيب هذه الحقيقة عن العديد من المثقفين والمؤرخين اللذين يربطون وجود الدين بالقمع ووقوفه أمام طريق العلم.

كموقف الكنيسة من غاليليو غاليلي أو الحملات الاستعمارية التي كانت تقوم بمباركة البابا والقسيسين.

ومع ذلك فالعديد من الحروب على مدى التاريخ لم تقم باسم الدين بل قامت باسم أيديولوجيات ودوافع أخرى لا علاقة لها بالأديان كالحرب العالمية الأولى والثانية وغيرها الكثير.

الدين سلاح مثله مثل التعليم قد يستخدم لترسيخ أجندة سياسية كما قد يستخدم لتحرير الأشخاص من الجهل والخوف.

والسؤال هنا: من يستخدم هذا السلاح ولأي هدف يفعل ذلك.

وبعدما عالج بيجوفيتش النواقص في المنظور المادي البحت للمجتمعات البشرية أو الوجود البشري في صورته المطلقة في القسم الأول من الكتاب.

يتنقل في قسمه الثاني إلى ذكر ازدواجية الإسلام وكيف أنه أتى في وسطا ليجيب حاجات كل من الجانبين المادي والروحاني.

ففي الفصل الأول «موسى وعيسى ومحمد» يشير علي عزت إلي ماهية الإسلام الوسطية بين اليهودية المادية والمسيحية الروحانية. يقول: “ففكرة أن تكون الجنة هنا على الأرض، فكرة يهودية في أساسها سواء من ناحية خصائصها أو من ناحية أصلها.” (ص. 262).

أما بالنسبة للمسيحية فيقول: “لا يصح – في المسيحية – شطر الطاقة الإنسانية إلى اتجاهين متعاكسين: اتجاه السماء واتجاه الأرض.” (ص. 263).

فكان من باب أولى أن يترك الدنيا ليعتني بالآخرة كما هي الحال في رجال الدين.

ويقول عن الإسلام: “كان لا بد لمحمد أن يعود من (الغار)، فلو لم يعد لبقي (حنيفياً).

ولكنه عاد من (الغار) وشرع يدعو إلى الإسلام. وهكذا تم الامتزاج بين العالم الجواني وعالم الواقع، بين التنسك والعقل، بين التأمل والنشاط.” (ص. 268)

 

وهنا أضع لكم ملخصا لهذا الكتاب الرائع الإسلام بين الشرق والغرب 

#الإسلام_بين_الشرق_والغرب

Share this Article
Leave a comment

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *